عاشِرٌ
عاشِرٌ
مَن وَضَعَهُ الإِمامُ على الطُّرُقِ والحُدُودِ لِجَمْعِ العُشورِ مِن أموالِ التَّجارِ مِمّا يَمُرُّونَ بِه عَلَيْهِ.
العِمالَةُ على الْعُشْرِ وِلاَيَةٌ مِن الوِلاياتِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّادِرَةِ عن الإِمامِ يَتِمُّ بِمُقْتَضاها اسْتِيفاءُ العُشْرِ وقَبْضُهُ، ويُطْلَقُ على عامِل العُشْرِ العاشِرُ وهو: مَن يُنَصِّبُهُ الإِمامُ على الطَّرِيقِ لِيَأْخُذَ الْعُشْرَ الشَّامِل لِرُبُعِهِ ونِصْفِهِ. ولِلْعاشِرِ وَظِيفَتانِ هما: الجِبايَةُ والحِمايَةُ، فهو يَجْبِي العُشْرَ، سَواءٌ كان المَأْخُوذُ عُشْراً لُغَوِيّاً أو رُبُعَهُ أو نِصْفَهُ، وهو يَحْمِي التُّجَّارَ مِن اللُّصُوصِ وقُطّاعِ الطَّرِيقِ. والعاشِرُ إنَّما يَأخُذُ العُشْرُ مِن تِجارَةِ غَيْرِ المُسْلِمِينَ عند دُخولِهِم بِها إلى دارِ الإِسْلامِ، والعُشْرُ كما يُعدُّ مورِداً مالِيّاً مُهِمّاً تستَعِين به الدَّولَةُ في الإنفاق على المَصالِحِ العامَّة، ويُعدُّ أيضاً وَسِيلَةً لِهِدايَةِ غَيْرِ المُسْلِمِينَ مِن الحَرْبِيِّينَ إلى الإِسْلامِ؛ إذ بِدُخولِهِم بعد أَخْذِ العُشْرِ مِنْهُم إلى دارِ الإِسْلامِ لِلتِّجارَةِ يَطَّلِعُونَ على مَحاسِنِ الإِسْلامِ فَيَحْمِلُهُم ذلك على الدُّخول فيه. وكان أَوَّلُ عاشِرٍ في الإِسْلامِ: زِيادَ بن حُدَيْرٍ الأَسَدِيَّ الذي بَعَثَهُ عُمَرُ رضي اللَّهُ عنه على عُشُورِ العِراقِ والشَّامِ، وأَمَرَهُ أن يَأْخُذَ مِن المُسْلِمِينَ رُبُعَ العُشْرِ، ومِن أَهْل الذِّمَّةِ نِصْفَ العُشْرِ، ومِن أَهْل الحَرْبِ العُشْرَ، فَصارَ ذلك سُنَّةً في المُرورِ بِأَمْوالِ التِّجارَةِ خاصَّةً.
العاشِرُ: آخِذُ العُشْرِ، والعُشْرُ: الـجُزْءُ مِنْ عَشَرَةِ أَجْزاءٍ.
يُطْلَق مُصْطلَح (عاشِر) في الفِقْهِ في مَواضِعَ كَثِيرَةٍ، منها: كتاب الزَّكاة، باب: إخراج الزَّكاة، ويُراد به: العامِلُ الذي نَصَّبَه الإمام لِجمعِ الصَّدقات مِن التُّجّارِ. ويُطلَق في كِتاب الصِّيامِ، باب: صِيام التَّطَوُّعِ، عند الكلام على صِيامِ عاشوراء، ويُراد به: اليومُ العاشِرُ مِن المُحَرَّمِ. ويُطلَق في كِتابِ الحَجِّ، باب: صِفَة الحَجِّ، ويُرادُ به: العَدَدُ الذي يَلِي التِّسْعَةَ، وهو اليومُ العاشِر من شَهرِ ذِي الحِجَّةِ.
العاشِرُ: ويُقال له أيضاً: العَشّارُ، وهو آخِذُ العُشْرِ، يُقال: عَشَرَ القَوْمَ، يَعْشُرُهُمْ، عُشْراً، وعُشْوراً، أيْ: أَخَذَ عُشْرَ أَمْوالِهِم. والعُشْرُ: الجُزْءُ مِن عَشَرَةِ أَجْزاءٍ. ويأْتي العاشِرُ بِمعنى العَدَدِ الذي يَلِي العَدَدَ تِسْعَةٌ. والجَمْعُ: عُشُورٌ، وأعْشارٌ.
عشر
العين : (1/245) - تهذيب اللغة : (1/260) - مقاييس اللغة : (4/324) - المحكم والمحيط الأعظم : (1/358) - مختار الصحاح : (ص 209) - لسان العرب : (4/569) - تاج العروس : (13/45) - حاشية ابن عابدين : (2/38) - طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية : (ص 19) - التعريفات للجرجاني : (ص 146) - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم : (2/1157) - دستور العلماء : (2/214) - القاموس الفقهي : (ص 250) - التعريفات الفقهية : (ص 141) - معجم لغة الفقهاء : (ص 301) - المبسوط : (2/199) - مقدمة ابن خلدون : (ص 346) - الموسوعة الفقهية الكويتية : (30/101) -