مُختَلِفُ الحَدِيثِ
الحَدِيثُ الذِي عَارَضَهُ فِي الظَّاهِرِ حَدِيثٌ آخَرَ.
مُخْتَلِفُ الحَدِيثِ عِبَارَةٌ عَنِ الحَدِيثِ النَّبَوِي الذِي وُجِدَ لَهُ مُعَارِضٌ فِي مَعْنَاهُ مِنْ أَحَادِيثٍ أُخْرْىَ، وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ وَهِيَ: 1- أَنْ يَكونَ أَحَدُ الحَدِيثَيْنِ لَيْسَ صَحِيحًا. 2- وُجُودُ غَلَطٍ مِنْ بَعْضِ الرُّواةِ فِي رِوَايَةِ الحَدِيثِ. 3- أَنْ يَكُونَ أَحَدُ الحَدِيثَيْنِ نَاسِخاً لِلْآخَرِ. 4- أَنْ يَكونَ التَّعَارُّضُ بِسَبَبِ سُوءِ فَهْمِ السَّامِعِ. وَيَسْلُكُ العَالِمُ فِي دَفْعِ التَّعَارُضِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ الحَدِيثِ إِحْدَى الطُّرُقِ التَّالِيَّةِ: إِمَّا أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الحَدِيثَيْنِ، وَإِمَّا نَسْخُ أَحَدِهِمَا بِالآخَرِ، وَإِمَّا تَرْجِيحُ أَحَدِهِمَا عَلَى الآخَرِ وَإِمَّا التَّوَقُّفُ. والاخْتِلَافُ الوَارِدُ بَيْنَ الأَحَادِيثِ إِنَّمَا هُوَ اخْتِلاَفٌ فِي الظَّاهِرِ اَيْ فِيمَا يَظْهَرُ لِلْنَّاسِ وَلَا وُجودَ لَهُ فِي الوَاقِعِ، وَلَيْسَ اخْتِلاَفًا حَقِيقِيًا، وَهَذَا لَا يُمْكِنُ وُقُوعُهُ فِي الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ؛ لِأَنَّهَا وَحْيٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَلاَ يَجوزُ أَنْ يُوجَدَ فِي الشَّرْعِ خَبَرَانِ مُتَعارِضَانِ مِنْ جَمِيعِ الوُجوهِ وَلَيْسَ مَعَ أَحَدِهِمَا تَرْجِيحٌ يُقَدَّمُ بِهِ.
يُطْلَقُ مُصْطَلَحُ (مُخْتَلِفِ الحَدِيثِ) فِي عِلْمِ الحَدِيثِ فِي بَابِ الدِّفَاعِ عَنِ السُنَّةِ، وَبَابِ تَدْوِينِ السُنَّةِ. وَيَذْكُرُهُ الأُصُولِيونَ فِي بَابِ التِّرْجِيحِ بَيْنَ الأَدِلَّةِ.

فتح المغيث : 4/ 67_68 - الباعث الحثيث : (ص: 175) - علوم الحديث ومصطلحه : (1/ 111) - منهج النقد فـي علوم الـحديث : (ص: 337) - الوسيط في علوم ومصطلح الحديث : (ص: 442) -