تَنْجِيمٌ
تَنْجِيمٌ
الاسْتِدلالُ بحركة وأحوال النُّجومِ والكواكِبِ على الحَوادِثِ التي تَقَعُ على الأرضِ.
التَّنجِيمُ: هو ادِّعاءُ عِلْمِ الكَوائِنِ والحوادِثِ التي سَتَقَعُ في مُستَقبَلِ الزَّمانِ، كأوقاتِ هبوبِ الرِّياح، ومَجِيءِ المَطَرِ، وتَغيٌّرِ الأسعارِ، وما في معناها مِن الأمورِ التي يَزعمون أنها تُدرَكُ مَعرِفَتُها بِمَسِيرِ الكَواكِبِ في مَجارِيها، واجتِماعِها وافتِراقِها، وأنَّ لها تأثيراً في حوادِثِ الأضِ، وهذا من ادِّعاءِ عِلمِ الغيبِ الذي استَأثَر اللهُ به. وينقسم التَّنجِيم إلى: 1- علم التَّأثير: وهو يَنقَسم إلى ثَلاثة أقسام: أ: أن يعتقد أنَّ هذه النُّجومَ مُؤثِّرة فاعِلَة، بمعنى أنَّـها هي التي تخلق الحوادِثَ والشُّرور، فهذا شِرْكٌ أكبر؛ لأنَّ مَن ادَّعى أنَّ مع اللهِ خالِقاً، فهو مُشرِكٌ شِركاً أكبر، فهذا جعل المَخلوقَ المُسَخَّر خالِقاً مُسَخِّراً. ب: أن يجعلَها سبباً يَدَّعي بِهِ علم الغيب، فيستدل بحركاتها وتَنقُّلاتها وتَغيُّراتها على أنَّه سيكون كذا وكذا، لأنَّ النَّجم الفلاني صار كذا وكذا، مثل أن يقول: هذا الإنسان ستكون حياته شَقاءً؛ لأنَّه وُلِدَ في النَّجم الفلاني، وهذا حياته ستكون سعيدة؛ لأنَّه وُلِدَ في النَّجم الفلاني، وهكذا، فهذا اتَّـخذ تَعلُّم النُّجوم وسيلَةً لادِّعاء علم الغيب، ودَعوى عِلم الغَيب كُفر مُخرج عن المِلَّة. ج: أن يعتقِدها سبباً لحدوث الخير والشر، أي أنَّه إذا وقَعَ شيء نَسبَه إلى النُّجوم، ولا ينسب إلى النُّجوم شيئاً إلا بعد وقوعه، فهذا شِركٌ أصغر. 2- عِلم التَّسيير: وهذا ينقسم إلى قسمين: الأوّل: أن يستَدِلَّ بِسَيرها على المَصالح الدِّينِيَّة، فهذا مطلوب، وإذا كان يُعِين على مصالح دِينيَّة واجِبة كان تَعلُّمها واجباً، كما لو أراد أن يستدلَّ بِالنُّجوم على جَهَة القِبلة. الثّاني: أن يَستِدلَّ بسيرها على المَصالح الدُّنيوِيَّة، فهذا لا بَأسَ به، وهو نوعان: النَّوع الأول: أن يستدل بها على الجِهات، كمعرفة أنَّ القطب يقع شمالاً، والجَدي وهو قريب منه يدور حوله شمالاً، وهكذا، فهذا جائز. النَّوع الثاني: أن يستَدِلَّ بها على الفُصول، وهو ما يُعرَف بِتَعلُّم مَنازِل القَمَرِ، فهذا كرهه بعض السَّلف، وأباحه آخرون، والصَّحيح عَدَمُ الكَراهَة.
التَّنجِيمُ: مصدر نَجَّمَ، وهو النَّظَرُ في النُّجومِ، ومادَّته تَدُلُّ على طُلوعٍ وظُهورٍ، يُقالُ: نَجَمَ النَّجْمُ، أيْ: طَلَعَ، ونـَجمَ فُلانٌ: إذا راقَبَ النُّجومَ بِحسَبِ أوقاتِها وسَيْرِها.
يُطْلَق مُصْطلَح (تَنْجِيم) في الفِقْهِ في كتاب البيوع، باب: أحكام القرض، ويُراد به: أداءُ الدَّيْنِ لِصاحِبِهِ على دُفُعاتٍ في أَوْقاتٍ مَعْلومَةٍ. ويُطلَقُ في عُلُومِ القُرآن عند الحديث على تَنْجِيمِ القُرآنِ، ويَقصِدونَ بِهِ: نُزُولُ القُرآنِ مُفرَّقاً في أوقاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. ويُطلق أيضاً ويُراد به: التَّنقِيبُ على المَعادِنِ في المَناجِمِ.
التَّنجِيمُ: مصدر نَجَّمَ، وهو النَّظَرُ في النُّجومِ، والنُّجومُ: كل كوكَبٍ مِن أعلامِ الكَواكِبِ، وكلُّ مَنزِلٍ مِن منازِلِ القَمَرِ، والمُنَجِّمُ: هو الذي ينظُر في النُّجومِ يَحسبُ مَواقِيتَها وسَيْرَها، والتَّنجِيمُ فِعْلُ ذلك، ومادَّته تَدُلُّ على طُلوعٍ وظُهورٍ، يُقالُ: نَجَمَ النَّجْمُ، أيْ: طَلَعَ، ونجمَ فُلانٌ: إذا راقَبَ النُّجومَ بِحسَبِ أوقاتِها وسَيْرِها. ومن مَعانِيه أيضاً: التَّوزِيعُ والتَّقسِيمُ، ويأتي بِمعنى الوَقْتِ المَضْروبِ، فيُقال: نَجَّمَ المالَ تَنجِيماً: إذا أدّاهُ أقْساطاً، والنَّجْمُ: الوَقْتُ المُحَدَّدُ لِلأَداءِ.
نجم
العين : (6/154) - مقاييس اللغة : (5/396) - النهاية في غريب الحديث والأثر : (5/24) - مختار الصحاح : (ص 688) - معالم السنن : (4/212) - مجموع الفتاوى : (35/171) - الفتاوى الكبرى لابن تيمية : (4/607) - شرح العقيدة الطحاوية : (2/762) - التعريفات الاعتقادية : (ص 125) - التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام : (ص 31 - 33) - معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول : (2/559) - القول المفيد على كتاب التوحيد : (2/5) - تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : (ص447) - الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد : (ص 106) - الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية : (ص 419) - القاموس الفقهي : (ص 348) - لسان العرب : (12/568) -