اخْتِلَافٌ
اخْتِلَافٌ
اتِّبَاعُ كُلِّ طَرَفٍ طَرِيقًا مُغَايِرًا لِلطَّرَفِ الآخَرِ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ اعْتِقَادٍ.
الاخْتِلاَفُ هُوَ التَّغَايُرُ بَيْنَ طَرَفَيْنِ فِي الرَّأْيِ أَوِ الحُكْمِ أَوِ الهَيْئَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَمِنْ أَمِثِلَةِ الاخْتِلاَفِ: الاخْتِلاَفُ بَيْنَ الفُقَهَاءِ فِي الحُكْمِ، وَالاخْتِلاَفُ بَيْنَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ وَهُوَ (تَقَدُّمُ بَعْضُ المُصَلِّينَ عَلَى بَعْضٍ)، وَالاخْتِلاَفُ بَيْنَ الدَّارَيْنِ أَيْ دَارُ الكُفْرِ وَدَارِ الإِسْلاَمِ، وَالاخْتِلاَفُ بَيْنَ المَطَالِعِ فِي الأَقْطَارِ. وَبِحَسَبِ تَتَبُّعِ النُّصُوصِ فَإِنَّ الاخْتِلاَفَ قِسْمَانِ: الأَوَّلُ: اخْتِلَافٌ مَقْبولٌ، وَهُوَ الاخْتِلَافُ فِي الفُرُوعِ وَنَحْوِهَا، وَمِنْ أَسْبَابِ هَذَا الاخْتِلاَفِ: الإِجْمَالُ وَالعُمُومُ واخْتِلاَفُ الْقِرَاءَاتِ وَاخْتِلاَفُ الرِّوَايَةِ وَعَدَمُ الاطِّلاَعِ عَلَى الْحَدِيثِ أَوْ نِسْيَانِهِ لَهُ، وَغَيْرُهَا. الثَّانِي: اخْتِلَافٌ مَذْمومٌ، وَيُسَمَّى أَيْضًا اخْتِلاَفُ التَّضَادِّ وَالتَّنَاقُضِ، وَهُوَ أَنْواعٌ كَثِيرَةٌ كَالاخْتِلاَفِ فِي العَقَائِدِ كَاخْتِلَافِ الفِرَقِ المُبْتَدِعَةِ المُنْحَرِفَةِ، وَالاخْتِلاَفِ الحُرُوبِ وَالاخْتِلاَفِ النَّاشِئِ عَنْ هَوَى أَوْ جُحُودٍ أَوْ تَعَصُّبٍ، وَهُوَ خِلَافٌ يُؤَدِّي إِلَى نِزَاعٍ وَصِرَاعٍ.
التَّنَازُعُ، يُقَالُ: اخْتَلَفَ القَوْمُ إِذَا تَنَازَعُوا، فَذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إلى غَيْرِ ما ذَهَبَ إليهِ الآخَرُ، وَيَأْتِي الاخْتِلاَفُ بِمَعْنَى: الخِلاَفِ وَالمُضَادَّةِ وَالمُعَاكَسَةِ، وَضِدُّ الاخْتِلاَفِ: الاتِّفَاقُ وَالتَّسَاوِي، وَأَصْلُ كَلِمَةِ الاخْتِلاَفِ مِنَ الخِلاَفَةِ وَهِيَ مَجِيءُ شَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ فَيَقُومُ مَقَامَهُ، وَمِنْ مَعَانِي الاخْتِلاَفِ أَيْضًا: التَّنَوُّعُ والتَّغَيُّرُ والتَّفَرُّقُ.
يَذْكُرُ الفُقَهَاءُ مُصْطَلَحَ الاخْتِلاَفِ فِي مَوَاطِنَ عَدِيدَةٍ مِنْ كُتُبِهِمْ كَكِتَابِ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ وَالحَجِّ وَالبُيُوعِ وَغَيْرِهَا. وَيُسْتَعْمَلُ المُصْطلَحُ فِي جَمِيعِ الفُنُونِ عَلَى تَنَوُّعِهَا، كَالاخْتِلاَفِ فِي السَّنَدِ وَالمَتْنِ فِي عِلْمِ الحَدِيثِ، وَالاخْتِلاَفِ بَيْنَ القِرَاءَاتِ فِي عِلْمِ القُرْآنِ، وَما شَابَهَ ذَلِكَ. وَيُطْلَقُ الاخْتِلَافُ فِي اصْطِلَاحِ التَّدْوِينِ عَلَى العِلْمِ الذِي يَبْحَثُ فِي تَعَارُضِ الآرَاءِ الشَّرْعِيَّةِ الفِقْهِيَّةِ وَكَيْفِيَّةِ الاسْتِدْلَالِ وَدَفْعِ الشُّبَهِ، وَاشْتَهَرَ عِنْدَهُمْ بِعِلْمِ الخِلاَفِ.
التَّنَازُعُ، يُقَالُ: اخْتَلَفَ القَوْمُ يَخْتَلِفُونَ اخْتِلافًا إِذَا تَنَازَعُوا فِي آرَائِهِمْ، فَذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إلى غَيْرِ ما ذَهَبَ إليهِ الآخَرُ، وَالاخْتِلاَفُ أَيْضًا: الخِلاَفُ وَالمُخَالَفَةُ، وَيَأْتِي الاخْتِلاَفُ بِمَعْنَى: الخِلاَفِ وَالمُضَادَّةِ وَالمُعَاكَسَةِ، تَقُولُ: اخْتَلَفَ مَعَهُ إِذَا خَالَفَهُ وَضَادَّهُ وَعَاكَسَهُ، وَضِدُّ الاخْتِلاَفِ: الاتِّفَاقُ وَالتَّسَاوِي، وَاخْتَلَفَ الأَمْرَانِ: لَمْ يَتَّفِقَا، وَيُطْلَقُ الاخْتِلاَفُ عَلَى التَّنَوُّعِ، وَأَبْنَاءٌ مُخْتَلفُونَ وَخِلْفَةٌ أَيْ نِصْفٌ ذُكُورٌ وَنِصْفٌ إِنَاثٌ، وَأَصْلُ كَلِمَةِ الاخْتِلاَفِ مِنَ الخِلاَفَةِ وَهِيَ مَجِيءُ شَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ فَيَقُومُ مَقَامَهُ، يُقَالُ: خَلَفَ فُلَانٌ فُلَانًا أَيْ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ، وَالـخَلِيفَةُ: مَنْ يـَخْلُفُ غَيْرَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ، وَسُمِّيَ التَّنَازُعُ وَنَحْوُهُ اخْتِلاَفًا؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ المُخْتَلِفِينَ يُنَحِّي قَوْلَ صَاحِبِهِ، وَيُقِيمُ نَفْسَهُ مَقَامَ الَّذِي نَحَّاهُ، وَمِنْ مَعَانِي الاخْتِلاَفِ أَيْضًا: التَّغَيُّرُ والتَّفَرُّقُ.
خَلَفَ
معجم مقاييس اللغة : 2 /213 - تهذيب اللغة : 7 /170 - الكليات : ص: 61 - التوقيف على مهمات التعاريف : ص: 41 - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم : 1/116 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث : 1 /610 - المحكم والمحيط الأعظم : 5 /202 - معجم مقاييس اللغة : 2 /213 - الكليات : ص710 - مجموع فتاوى ابن تيمية : 14 /159 - الاعتصام : 2 /231 - مجموع فتاوى ابن تيمية : 14 /159 - إحياء علوم الدين : 1 /42 - الموافقات : 4 /222 -