أهلُ الـحَدِيثِ
الذين اتَّبَعوا آثارَ السَّلَفِ مِن الماضِينَ، وكان لهم عِنايَة خاصَّة بِأحادِيثِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جَـمْعاً وحِفْظاً ورِوايَةً وفَهْماً وعَمَلاً في الظَّاهِرِ والباطِنِ.
أهْلُ الحَدِيثِ: هم الذين التَمَسوا الحَقَّ مِن الحدِيثِ وتَتَبَّعوهُ مِن مَظانِّهِ، وتَقرَّبوا إلى اللهِ تعالى بِاتِّباعهم سُنَّةَ رَسولِهِ صلى الله عليه وسلم، وطَلَبِهِم لآثارِهِ وأخْبارِهِ، فكانوا بِذلك ألزَمَ النّاسِ لِسُنَنِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، لا يُقدِّمون بين يَدَيْهِ، ولا يَرفَعون صَوْتَهُم فوق صَوتِهِ بِتَقدِيمِ رأيٍ أو هوىً، أو استِحداثِ بِدْعَةٍ، وهم أهْلُ الحِفْظِ والمَعْرِفَةِ والفَهْمِ والاتِّباعِ الصَّحيحِ لِلسُنَّةِ النَّبِويَّةِ: عَقِيدَةً، وفِقْهاً، وأخْلاقاً، الذين ليس لهم مَتْبُوعٌ يتعَصَّبُون له إلّا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهم أعلم النّاسِ بِأقوالِهِ وأحوالِهِ، وأعظَمُهُم تَميِيزاً بين صَحِيحِها وضَعِيفِها، وأئِمَّتُهم فُقهاء فيها، وأهلُ مَعرِفَةٍ بِمَعانِيها، واتباعٍ لها تَصدِيقاً وعَمَلاً وحُبّاً، ومُوالاةٍ لِمَن والاها، ومُعاداةٍ لِمَن عاداها. وسُمُّوا بِأهلِ الحَدِيثِ؛ لاتِّباعِهِم الحَقَّ بِدَلِيلِهِ مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ، ولِتَتَبُّعِهِم أحادِيثَ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم لِلعَمَلِ بها وتَقْدِيمِها على كُلِّ قَوْلٍ، فهم الطَّائِفَةُ المَنصورَةُ، والفِرْقَةُ النّاجِيَةُ الثّابِتَةُ على ما كان عليه الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابُهُ، ثم أصبَحَت كَلِمَة "أهلِ الحديث" تُطلَقُ بِمعنى أخصّ على فِئَةٍ مُعيَّنَةٍ مِمَّن يُعنَونَ بِدِراسَةِ الحديث النَّبويِّ رِوايَةً ودِرايَةً، أو رِوايَةً فَحَسب، أو مِمَّن يَنتسِبون إلى هذا الأمرِ، ولو لم يكن لهم نَصِيبٌ يُذكَر مِنَ العِلْمِ بِالحديثِ النَّبويِّ الشَّرِيفِ.
يُطلَقُ مصطَلَحُ (أهل الحَدِيثِ) على أهْلِ السُّنَّةِ، وأَهْل الأَثَرِ، وأهْلِ التَّوْحِيدِ والعَقِيدَةِ، وأهلِ السَّلَفِ، وأهل السُّنَّةِ والجَماعَةِ. ومِن الجماعات الإسلامِيَّة المُعاصِرة في شبه القارة الهندية (جَماعَة أهلِ الحَدِيث) وهي جَماعَةٌ سائِرَةٌ على مَنْهَجِ السَّلَفِ الصّالِحِ عَقِيدةً وفِقْهاً وأخلاقاً.

شرف أصحاب الحديث : (ص 9) - مجموع فتاوى ابن تيمية : (4/95) - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية : (4/287) - وسطية أهل السنة بين الفرق (رسالة دكتوراة) : (ص 116) - التعريفات الاعتقادية : (ص 69) - مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية : (ص 153) - شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية : (ص 13) - فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها : (1/109).