الإعجازُ العَدَديُّ
أَخْذُ بَعْضِ التَّكْرَارَاتِ وَالأَرْقَامِ مِنْ القُرْآنِ بِقَصْدِ اكْتِشَافِ عَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ عَلاَقَةٍ بَيْنَ لَفْظَيْنِ أَوْ خَبَرٍ غَيْبِيٍّ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
الإعْجَازُ العَدَدِي عِبَارَةٌ عَنْ نَوْعٍ مِنَ البَحْثِ فِي إِعْجَازِ القُرْآنِ، يَعْتَمِدُ عَلَى لُغَةِ الأَرْقَامِ وَالأَعْدَادِ بِهَدَفِ اسْتِخْراجِ عَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ خَارِقَةٍ، أَوْ الوُصُولِ إِلَى تَطَابُقٍ بَيْنَ عَدَدَيْنِ أَوْ عَلاَقَةٍ بَيْنَ حُرُوفِ القُرْآنِ وَكَلِمَاتِهِ وَآيَاتِهِ وَسُوَرِهِ، أَوْ كَشْفِ أَمْرٍ غَيْبِيٍّ مُسْتَقْبَلِيٍّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَهْدافِ، وَمِثَالُ الإِعْجَازِ العَدَدِيِ قَوْلُهُمْ: كَلِمَةُ (شَهْرٍ) ذُكِرَتْ فِي القُرْآنِ 12 مَرَّةً، وَكَلِمَةُ (يَوْمٍ) ذُكِرَتْ 365 مَرَّةً، وَتَسَاوِي ذِكْرِ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ فِي القُرْآنِ، وَأَيْضًا الجَنَّةُ وَالنَّارُ أَوْ المَلَائِكَةُ وَالشَّيَاطِينُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَالحَقِيقَةُ أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الإِعْجَازِ المُعَاصِرِ تَكَلُّفٌ وَاضِحٌ، وَعَبَثٌ لَا يَلِيقُ بِالقُرْآنِ، وَلَا يَدُلُّ عَلَيْهِ القُرْآنُ، وَلاَ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى عِلْمٍ، بَلْ عَلَى هَوَىً فِي النَّفْسِ -فِي الغَالِبِ-، لِلْوُصُولِ إِلَى نَتَائِجَ بَعْدَ عمَلَيَّاتٍ حِسَابِيَّةٍ مُعَقّدَةٍ أو نتائجَ لا إعجازَ فيها، وَمِنْ أَضْرارِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ العُلُومِ: 1-الخُرُوجُ عَلَى مَا هُوَ ثَابِتٌ بِإِجْمَاعِ الأُمَّةِ، كَمُخَالَفَةِ الرَّسْمِ العُثْمَانِي لِلْمَصَاحِفِ، وَمُخَالَفَةُ مَبَادِئِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ حَيْثُ تَحْدِيدِ مُرَادِفَاتِ الكَلِمَاتِ وَأَضْدَادِهَا. 2-أَنَّ مَبْنَى هَذَهِ الفِكْرَةِ عَلَى الحِسَابِ الشَّمْسِي، وَهُوَ حِسَابٌ مُتَوَارَثٌ عَنْ أُمَمٍ وَثَنِيَّةٍ ، وَلَمْ يَكُنْ مُعْتَبَراً لَدَى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَإِنَّمَا الحِسَابُ المُعْتَبَرُ فِي الشَّرْعِ هُوَ الحِسَابُ بِالقَمَرِ، وَهُوَ الأَدَقُّ وَالأَضْبَطُ. 3-التَّشْكِيكُ فِي صِدْقِ القُرْآنِ وَسَلاَمَةِ مَعَانِيهِ بِسَبَبِ اضْطِرابِ النَّتَائِجِ الحِسَابِيَّةِ وَعَدَمِ صِحَّتِهَا أَحْيَانًا. 4- أَغْلَبُ القَائِمِينَ عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنَ الإِعْجَازِ لَيْسُوا مُفَسِّرِينَ وَلاَ عِنْدَهُمْ تَخَصُّصٌ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ وَلَا مَعْرِفَةً بِالأَدِلَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَأُصُولِ الدِينِ وَقَوَاعِدِهِ. 5- احْتِجَاجُ بَعْضِ الفِرَقِ كَالبَهَائِيَّةِ بِالإِعْجَازِ العَدَدِي عَلَى ضَلاَلَاتِهَا كَادِّعَاءِ النُّبُوَّةِ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
يَرِدُ ذِكْرُ مُصْطَلَح (الإِعْجَازِ العَدَدِي) فِي بَابِ قَوَاعِدِ التَّفْسِيرِ، وَبَابِ بِدَعِ المُفَسِّرِينَ، وَبَابِ الدَّخِيلِ فِي التَّفْسِيرِ.

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم : (ص77) - عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم : (ص87) - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر : (2/ 699) - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر : (697/2) -