المُتَعَال
المُتَعَال
المُتَعال: اسمٌ دالٌّ على عُلُوِّ اللهِ المُطلَقِ بِجَمِيعِ الوُجوهِ: عُلُوّ الذَّات وعُلُو القَدْر وعلو القَهْر.
قال ابنُ تيمية: (يُفَسَّر بأنه أعلى مِن غيرِهِ قَدْرًا، فهو أحقُّ بصفاتِ الكمال، ويُفَسَّر بأنه العالي عليهم بالقَهْر والغَلَبة). وقال ابنُ القيم: (فهو سبحانه كثيرًا ما يقرن في وصفِهِ بين هذين الاسمين، كقوله تعالى: {وهو العلي العظيم} [البقرة: 255] وقوله: {وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]، وقوله: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} [الرعد: 9] ثبت بذلك عُلُوُّهُ على المخلوقات وعظمتُه، والعُلوُّ رِفعتُهُ، والعَظَمةُ قَدْرُه ذاتًا ووصفًا). وقال الشيخُ السعدي: (المتعال على جميعِ خلقِهِ بذاتِهِ وقدرتِهِ وقهرِهِ).
اسمُ (المُتَعَال) مِن الأسماءِ الثابِتةِ لله تعالى، وقد عَدّهُ جَمْعٌ مِن العلماءِ في الأسماءِ الحُسنى، منهم: جعفر الصادق وسفيان بن عيينة والخطابي وابنُ منده والحَلِيمي والبيهقي وابنُ حزم والأصبهاني وابن العربي وابن القيم وابن الوزير وابن حجر والعثيمين والحمود والشرباصي ونور الحسن خان.
وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (المُتَعَال) في القرآنِ الكريمِ مَرّةً واحدةً في قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} [الرعد: 9]. وأمَّا في السُّنَّة: فقد وَرَدَ عن أسماء بنت عميس الخثعمية قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِيَ الكَبِيرَ المُتَعَالِ) أخرجه الترمذي (2448).
1- المتعال والمتعالي اسمٌ واحد، ولكن تحذف الياء من الاسم المنقوص جوازًا، مثل عمرو بن العاصي أو ابن العاص رضي الله عنه. 2- تَأوَّلَ المُعطلةُ اسمَ (المُتَعَال) بالذي له عُلُو القَدْرِ والقَهْر، وفَسَّروا هذا الاسمَ بهذين المعنيين فقط، دون عُلُوِّ الذَّات، ولا شكَّ أنّ هذا قُصُورٌ، فاسمُه تعالى (المتعال) يَقتَضِي أنّه أَعلى مِن غيرِهِ ذاتًا وقَدْرًا وقَهْرًا، وهذا الذي دَلَّت عليه الأدلَّةُ. 3- عُلُوُّ اللهِ تعالى لا يُنَافِي مَعِيَّتَه سبحانه، لأنَّ المَعِيَّةَ تعني مُطلقَ المُصاحبةِ من غيرِ مُخالطةٍ أو حُلُول، والاجتماع بينهما ممكن في حَقِّ المخلوقِ، فالقَمَرُ مَعَنا وهو في السماء، فاجتماعُهُما في حَقِّ اللهِ تعالى أولى.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي. - جهود الإمام ابن قيم الجوزية لوليد العلي، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة. - النهج الأسمى في شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي. - صفات الله عزوجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف، دار الهجرة. - القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن. - معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف. - التعليق على القواعد المثلى لعبد الرحمن بن ناصر بن براك، دار التدمرية. - مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية. - تقريب التدمرية لابن العثيمين، دار ابن الجوزي. - فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر، طبع على نفقة إبراهيم الوقيصي، مطابع الحميضي.