التصنيف: الأعلام .
الحسين بن منصور الحلاج
الحَلَّاج
الحسين بن منصور بن مَحمِي الحَلَّاج الفارسي، أبو مغيث وقيل: أبو عبد الله، متكلم فيلسوف مدعٍ للربوبية، كان يُظهر مذهب الشيعة للخلفاء العباسيين ومذهب الصوفية للعامة، وهو في السر يدعي حلول الإلهية فيه، ولا يُظهر ذلك إلا لمن يثق بهم، حتى فشا سره، قال ابن تيمية: (وبالجملة فلا خلاف بين الأمة أن من قال بحلول الله في البشر واتحاده به وأن البشر يكون إلًها وهذا من الآلهة فهو كافر مباح الدم، وعلى هذا قُتل الحلاج)، وقال: (وما يحكى عن الحلاج من ظهور كراماتٍ له عند قتله مثل كتابة دمه على الأرض: الله الله، وإظهار الفرح بالقتل أو نحو ذلك: فكله كذب، فقد جمع المسلمون أخبار الحلاج في مواضع كثيرة، كما ذكر ثابت بن سنان في أخبار الخلفاء -وقد شهد مقتله- وكما ذكر إسماعيل بن علي [الخُطَبي] في تاريخ بغداد -وقد شهد قتله- وكما ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه وكما ذكر القاضي أبو يعلى في المعتمد وكما ذكر القاضي أبو بكر ابن الطيب وأبو محمد ابن حزم وغيرهم وكما ذكر أبو يوسف القزويني وأبو الفرج ابن الجوزي فيما جمعا من أخباره، وقد ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية أن أكثر المشايخ أخرجوه عن الطريق، ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته من المشايخ الذين عدهم من مشايخ الطريق، وما نعلم أحدًا من أئمة المسلمين ذكر الحلاج بخير لا من العلماء ولا من المشايخ، ولكن بعض الناس يقف فيه؛ لأنه لم يعرف أمره)، فإذا جاز على سيد البشر ألا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات، لقول الله -تعالى-: {ومن أهل المدينة مردوا على النفاق، لا تعلمهم، نحن نعلمهم، سنعذبهم مرتين} [التوبة:101]، فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده -عليه الصلاة والسلام- على العلماء من أمته، كما قال الذهبي في الحلاج، وأنه اشتبه أمره على ابن خفيف وابن عطاء والنصراباذي، ولما كثرت الوشايات بالحلاج إلى المقتدر العباسي أمر بالقبض عليه، فسجن ثم صُلب وقُتل، ونقل ابن النديم أنه كان محتالًا، يتعاطى التصوف، ويدعي كل علم، وكان صِفرًا من ذلك، وكان يعرف في الكيمياء، وكان مقدامًا جسورًا على السلاطين، مرتكبًا للعظائم، يروم إقلاب الدول، ويدعي عند أصحابه الإلهية، ويقول بالحلول، ويظهر التشيع للملوك، ومذاهب الصوفية للعامة، وفي تضاعيف ذلك يدعي أن الإلهية حلت فيه، تعالى الله وتقدس عما يقول، والمراد بالطريق في كلام ابن تيمية طريقة العُبَّاد والزُّهاد، وقال ابن كثير: (وقد اتفق علماء بغداد على كفر الحلاج وزندقته وأجمعوا على قتله وصلبه)، وذلك عام 309.

تاريخ بغداد (8/ 112)، الدر الثمين في أسماء المصنفين (ص: 351)، وفيات الأعيان (2/ 140)، مجموع الفتاوى (2/ 480-487)، تاريخ الإسلام (7/ 143)، سير أعلام النبلاء (14/ 313)، ميزان الاعتدال (1/ 548)، البداية والنهاية (14/ 832)، طبقات الأولياء (ص: 187)، طبقات المفسرين للداوودي (1/ 162)، الأعلام للزركلي (2/260)، هدية العارفين (1/ 304).