تَنَصُّلٌ
تَنَصُّلٌ
التَّبَرُّؤُ مِنْ الشَّيْءِ وَعَدَمُ تَحَمُّلِ نَتَائِجِهِ وَآثَارِهِ.
التَّنَصُّلُ مِنَ الصِّفَاتِ التي وَرَدَ الإِشَارَةُ إِلَيْهَا فِي الكِتابِ وَالسُنَّةِ، وَهُوَ قِسْمانِ: الأَوَّلُ: تَنَصُّلٌ مَحْمودٌ، وَهُوَ التَّنَصُّلُ مِنَ الشِّرْكِ وَقَبِيحِ الأَخْلاَقِ، كَالبُخْلِ وَغَيْرِهِ وَتَرْكِ وَسَائِلِهَا وَأَسْبابِهَا. الثَّانِي: تَنَصُّلٌ مَذْمومٌ، وَهُوَ تَبَرُّؤُ الإِنْسَانِ مِنَ العُقودِ وَالعُهودِ وَالحُقوقِ وَسَائِرِ المَسْؤُولِياتِ التي فِي ذِمَّتِهِ، وَالتَّفْرِيطُ فِيهَا عَدَمُ الوَفَاءِ بِهَا وَتَرْكِ إِتْمَامِهَا وَأَدَائِهَا عَلَى الوَجْهِ المَطْلوبِ. وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ التَّنَصُّلِ لَهُ أَضْرارٌ خَطِيرَةٌ عَلَى الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ مِنْهَا: انْتِشَارُ الفَوْضَى والَكَسَلِ بَيْنَ النَّاسِ، وَمِنْهَا ضَياعُ الحُقوقِ وَالأَمَانَاتِ، وَمِنْهَا نُزُولُ عَذابِ اللهِ عَلَى أَهْلِ التَّنَصُّلِ مِنَ المَسْؤولِياتِ، وَغَيْرُهَا.
التَّبَرُّؤُ وَالتَّخَلُّصُ، وَأَصْلُ كَلِمَةِ التَّنَصُّلِ مِنَ النُّصُولِ وَهُوَ خُرُوجُ الشَّيْءِ وَبُرُوزُهُ، وَمِنْ مَعَانِي التَّنَصُّلِ أَيْضًا: التَّبَدُّلُ والإِنْكَارُ والتَّرْكُ والفِرارُ.
يَرِدُ مُصْطَلَحُ (التَّنَصُّلِ) فِي بَابِ حُقوقِ الأُخُوَّةِ، وَبَابِ فَضَائِلِ التَّوْبَةِ، وَبَابِ كَبَائِرِ الذُنوبِ. وَقَدْ يُطْلَقُ مُصْطَلَحُ (التَّنَصُّلِ) فِي بَابِ الصِّفاتِ المَذْمومَةِ وَيُرادُ بِهِ النَّوْعُ الثَّانِي فَقَطْ وَهُوَ:(تَبَرُّؤُ الشَّخْصِ مِنَ تَحَمُّلِ مَسْئولِيَّةٍ مَا وَالخُرُوجُ مِنْهَا شَيْئًا فَشَيْئًا).
التَّبَرُّؤُ وَالتَّخَلُّصُ، تَقُولُ: تَنَصَّلَ مِنَ الجِنَايَةِ إِذَا تَبَرَّأَ مِنْهَا، وَأَصْلُ كَلِمَةِ التَّنَصُّلِ مِنَ النُّصُولِ وَهُوَ خُرُوجُ الشَّيْءِ وَبُرُوزُهُ، يُقَالُ: نَصُلَ الشَّيْءُ يَنْصُلُ نَصْلاً وَنُصُولاً أَيْ خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَالإِنْصَالُ: الإِخْراجُ، وَالنَّصْلُ: حَدِيدَةُ السَّهْمِ وَالرُّمْحِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِظُهُورِهِ وَبُروزِهِ، وَيَأْتِي التَّنَصُّلُ بِمَعْنَى: التَّغَيُّرِ وَالتَّبَدُّلُ، كَقَوْلِهِمْ: تَنَصَّلَ اللَّوْنُ أَيْ تَغَيَّرَ وَتَبَدَّلَ، وَمِنْ مَعَانِي التَّنَصُّلِ فِي اللُّغَةِ أَيْضًا: الإِنْكَارُ والتَّرْكُ والفِرارُ.
نصل
تهذيب الأخلاق : ص31 - الكليات : ص434 - أدب الدنيا والدين : ص342 - النهاية لابن الاثير : 67/5 - شمس العلوم : 6629/10 - الزواجر عن اقتراف الكبائر : 289/1 -