الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ
الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ
أَهْلُ الحَقِّ المُستَمسِكونَ بِالكِتابِ والسُّنَّةِ وفَهْمِ الصَّحابَةِ والتّابِعِينَ لهم بإحسانٍ، السّالِمونَ منِ الضَّلالَةِ والفِتَنِ في الدُّنيا، ومِن عَذابِ الله تعالى يومَ القِيامَةِ.
الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ تَشْمَلُ كُلَّ مَن اتَّصَفَ بِالعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ التي كان عَلَيْها الصَّحابَةُ الكِرامُ ومَن اتَّبَعَهُم بِإحْسانٍ إلى يَوْمِ القِيامَةِ مِن الإيمانِ بِاللهِ ورُسُلِهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ واليَوْمِ الآخِرِ والقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّه، وغَيْر ذلك مِن الاعْتِقاداتِ والواجِباتِ، وتَرْكِ البِدَعِ والضَّلالاتِ وأَهْلِها.
إنَّ تَسَمِّي أَهْل السُّنَّةِ والجماعَةِ بالفرِقَة النّاجِيَةِ لا يَقْصِدونَ بها الشَّهادَةَ لأَنْفُسِهِم بِالجَنَّةِ ولا تَزْكِيَّةَ أَنْفُسِهِم، وإنَّما المَقْصودُ بِالتَّسْمِيَّةِ إِظْهار ما هم عليه مِن التَّمَسُّكِ بِكِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الذَيْنِ هُما مَصْدَرُ النَّجاةِ وَالسَّلامِةِ مِن الضَّلالِ في الدُّنْيا، ومِن النّار في الآخِرَةِ. ووَصْفُهُم بِالنّاجِيَة لعلَّه أُخِذَ مِن قولِ المُصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: "تَركْتُ فيكُم أمرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكتُم بِهِما: كِتابُ الله وسُنَّة نَبِيَّه"، أو لأنَّ المُتَمَسِّكَ بِالوَحْيَيْنِ سَبِيلُه النَّجاةُ، أو لِقول رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تزالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قائِمَة بِأمْرِ الله، لا يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهُم، حتّى يَأتِيهُم أَمْرُ اللهِ وهُم على ذلك". رواه البخاري (3641)، ولا رَيْبَ أنَّ مَن تَمَسَّك بِكتابِ الله وسنة نَبِيِّهِ أنَّه مِن النّاجِين بِتوفِيقِ اللهُ له، ورُبَّما أُخِذَت التَّسمِيَة أيضًا مِن حَدِيثِ افتِراقِ الأُمَّة حيث أخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الفِرَقَ كُلَّها هالِكَةٌ إلّا واحِدَة هي النّاجِية، وهُم الصَّحابَة ومَن تَمَسَّك بِهَدْيِهِم، وقد تكون التَّسْمِيَةُ مِن بابِ التَّفاؤُلِ، أو مِن بابِ إِظْهارِ البَراءَةِ مِن المُخالِفِينَ.
العرش : (ص 8) - لوامع الدرر البهية : (1/94) - أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة : (ص 139) - فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها : (1/107) - شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية : (ص 12) -